وفي حديث البراء الذي ذكره البخاري دليل على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم قول الشعر من حسان، فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان:"أهُجُهم، أو قال هاجِهم وجبريل معك" [17] ، وفي حديث أبيّ بن كعب قوله صلى الله عليه وسلم "إنَّ من الشِّعْر حِكْمةً" [18] 1، حكمٌ نقدي كان له أثره في النهوض بالشعر. وقد روى التِّزمذي وابن أبي شيبة من حديث جابر بن سَمُرة رضي الله تعالى عنه قال: "كان أصحاب رسول الله عليه وسلم يتذاكرون الشعر، وحديث لجاهلية فلا ينهاهم، وربما تبسَّم" [19] ممّا كان لهذا أعظم الأثر في إذكاء جذوة الشعر من جديد، ولقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على ابن رواحة من حديث أبي هريرة في البخاري "إن أخاً لكم لا يقول الرفث يعني بذاك ابن رواحة قال:
إذاَ انْشَقّ مَعروفٌ مِن الفَجْرِ ساطعُ
وَفِينا رسولُ اللهِ يتْلو كِتابَهُ
به مُوقِنَرتٌ أنَّ ما قالَ واقِعُ
أَرَاناَ الهُدَى بعدَ العَمى فقلُوبُنا
اسْتَثْقَلَتْ بِالكَافِرينَ المَضاجِعُ [20]
يبيتُ يُجاَفي جَنْبَهُ عنْ فِراشهِ إذاَ