ويؤكد هذا النداء ما دعا إليه مؤتمر ندوة العلماء في الهند في الشهر الماضي من إعادة صياغة المناهج التعليمية في مختلف أقطار العالم الإسلامي بصفة عامة وأقطار العالم العربي بصفة خاصة وفقا للعقيدة الإسلامية فكانت هذه من أقوى التوصيات التي لفتت أنظار العالم الإسلامي بأسره، فهي دعوة تجيء في وقتها بعد أن تبين للمسلمين والعرب أن المنهج الذي سلكوه في التربية والتعليم وأخذوه عن دول الغرب، هذا الأسلوب الوافد والمستورد كانت له محاذيره وأخطاره وآثاره البعيدة المدى في النتائج التي حدثت خلال الربع الأخير من هذا القرن. ولا ريب أن هذه المناهج التي أنشأتها معاهد الإرساليات التبشيرية وتبنتها بعد ذلك المدارس الوطنية في أغلب أجزاء الوطن العربي والبلاد الإسلامية كانت بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه السمحة حتى أن الإسلام كان يدرس إبان فترة الاحتلال والاستعمار على أنه دين عبادة وليس منهج حياة وأن ذلك كان له أثره في بناء العقلية والنفسية التي لم تستطع استيعاب التحديات الخطيرة القائمة وراء الاستعمار والصهيونية والشيوعية وأخطارها البعيدة المدى المهددة لكيان العالم العربي بصفة خاصة.
وإلى الحلقة التالية من هذا الموضوع الحيوي المرتبط مصيريا بتربية وتعليم شبابنا في نختلف بقاع العالم الإسلامي والله يلهمنا طريق الهدى والرشاد.
محمد الشربيني
خبير التعليم بالجامعة