وقد عرف علماء الهند بشغفهم بالعلوم الدينية وانتهت إليهم رئاسة التدريس والتأليف في فنون الحديث، سلمت زعامتهم في العهد الأخير حتى قال العلامة السيد رشيد رضا منشئ مجلة (المنار) في مقدمة (مفتاح كنوز السنة) : "لولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر لقضى عليها بالزوال من أمصار الشرق، فقد ضعفت في مصر والشام والعراق والحجاز منذ القرن العاشر للهجرة".
فدونك كتاب (كنز العمال) للشيخ على حسام الدين المتقي البرهانبوري من رجال القرن العاشر، وهو ترتيب (جمع الجوامع) للسيوطي وهو من الكتب التي انتفع به علماء الحديث كثيرا، واعترفوا لصاحبه بمجهود عظيم وفر عليهم وقتا كثيرا، قال الشيخ أبو الحسن البكري الشافعي من أئمة العلم في القرن العاشر: "إن للسيوطي منة على العالمين وللمتقي منة على السيوطي".
ومنها كتاب (مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار) للشيخ محمد بن طاهر الفتني م (976) قال العلامة السيد عبد الحي الحسني في (نزهة الخواطر) : جمع فيه المؤلف كل غريب الحديث وما ألف فيه. فجاء كتابه كالشرح للصحاح الستة، هو كتاب اتفق على قبوله بين أهل العلم، وكذلك المغني، وتذكرة الموضوعات للمؤلف من الكتب السائرة المتداولة في الموضوع.
ومنها (لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح) للعلامة الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي م (1052) ، ومنها كتاب حجة الله البالغة للإمام ولي الله الدهلوي، وهو يغنى عن الوصف والبيان وكذلك كتابه الأبواب والتراجم على البخاري، معروف بين أهل العلم.
ومن علماء الهند مولانا نواب صديق حسن أبهوبال م (1307هـ) يبلغ عدد مؤلفاته (222) منها (56) كتابا باللغة العربية وفيها عون الباري شرح مختصر البخاري في عشرة مجلدات والحطة بذكر الصحاح الستة.