ونعرض الآن المعاني والصور التي وردت في قصائد هؤلاء الشعراء السابق الإشارة إليهم، لنرى أنهم لا يخرجون عن كونهم تلاميذ للقاضي الفاضل، يدورون في فلكه ويعجزون عن اللحاق به، فهذا الجواني المصري يقول:

قد جاء نصر الله والفتح الذي

وعد الرسول فسبحوا واستغفروا

يا يوسف الصديق أنت لفتحها

فاروقها عمر الإمام الأطهر

ملك غدا الإسلام من عجب به

يختال والدنيا به تتبختر

فهذه الأبيات في مدح السلطان صلاح الدين فيها الحيرة التي رأيناها عند القاضي الفاضل، عن أي معنى يقال ويذكر لهذا البطل الإسلامي، ونعته السلطان بأنه كالنبي يوسف عليه السلام، وكالقائد المظفر عمر بن الخطاب، وأن الإسلام به يفخر ويتبختر من الفرحة بهذا النصر الكبير، لا يساوي كل هذا ما أضفاه القاضي الفاضل على هذا القائد المظفر من التمجيد والتقدير.

وانظر إلى حل الجواني لآيتين من القرآن الكريم في بيت واحد من الشعر، وهما:

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} و {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْه} ، ثم انظر إلى هذه الاستعارة اللطيفة في قوله:

ملك غدا الإسلام من عجب به

يختال والدنيا به تتبختر

وهذا ابن سناء الملك يمدح السلطان صلاح الدين بقوله:

لست أدري بأي فتح تهنا

يا منيل الإسلام ما قد تمنى

أنهنيك إذ تملكت شاما

أم نهنيك إذ تملكت عدنا

قد ملكت الجنان قطرا فقطرا

إذ فتحت الشام حصنا فحصنا

إن دين الإسلام منّ على الخلق

وأنت الذي على الدين منّا

لك مدح على السموات ينشا

ومحل فوق الأسنة يبنى

تخرج الساكنين منه ورب البيت (م)

في بيته أحق بسكنى

كم تأنى النصر العزيز على الشا (م)

م ولما نهضت لم يتأنى

قمت في ظلمة الكريهة كالبدر سنا (م)

ءً والبدر يطلع وهنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015