إن دين الإسلام منّ على الخلق (م)

وأنت الذي على الدين منا

مقدمة رائعة وإن كانت قصيرة بالنسبة لمقدمة القاضي الفاضل، كما أنها لا تحمل من المعاني ما حملته مقدمة القاضي الفاضل، وفيها نرى الشاعر في حيرة جميلة أمام بطل إسلامي فاز بالفخار في الدنيا بانتصاراته الرائعة، وفاز بثواب الله في الآخرة.

وهذه المقدمة رغم روعتها في التصوير إلا أن المحسنات البديعية قليلة فيها، فهي لا تعدو الجناس الناقص الذي يأتي عرضا دون تكلف.

وتختم رسالة فتح بيت المقدس بخاتمة ديوانية ليست فيها صور بلاغية ولا محسنات بديعية، وهي: ((والله الموفق إلى الصواب، والحمد لله رب العالمين، وعليه توكلت وإليه أنيب)) .

بينما إحدى القصائد التي وصلتنا كاملة وهي قصيدة ابن سناء الملك تختم ببيتين بليغين من الشعر، وهما:

قد ملكت البلاد شرقا وغربا

وحويت الآفاق سهلا وحزنا

واغتدى الوصف في علاله حسيرا

أي لفظ يقال بل أي معنى؟

فالشاعر هنا أمام هذا الملك العظيم أصبح لا تسعفه الألفاظ ولا المعاني ليصف أمجاده التي يجل عنها الوصف، وتشخيص ابن سناء الملك للوصف بأنه أصبح حسيرا يعطي لهذه الخاتمة حسنا وبهاء.

ولما كانت التهاني التي أنشدها الشعراء للسلطان صلاح الدين وليست للخليفة العباسي فسنترك مدح القاضي الفاضل للخليفة وكذلك تبشيره بالفتح جانبا، لننتقل إلى الفقرة التي جاءت في رسالة القاضي الفاضل في الإشادة بالسلطان صلاح الدين وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015