ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي فهم ذلك الفهم فكان من آثاره ما يعرفه عدوه وصديقه على السواء.
آثار الفهم الضيق لمعنى العبادة:
وكما أن لفهم العبادة السلفي الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية آثاره العظيمة النافعة في الحياة، فللفهم الضيق أيضا آثاره المنعكسة على الحياة، وهي آثار يكثر ضررها أو يقل حسب بعد الفهم أو قربه من الفهم الشامل الصحيح.
ومن تلك الآثار الضارة:
1_ انزواء كثير من المسلمين في نطاق ضيق من مجالات العبادة مما سبب ترك كثير من الواجبات أو ارتكاب كثير من المحرمات.
فترى منهم من يزعم الإسلام، ولا يرضى بحكم الله الذي أنزله في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وترى من يزعم الاسلام وهو يمنع زكاة ماله مع استكمال شروطها، وترى من يزعم الإسلام وهو يتعامل بالربا دون تحرج، وترى من يزعم الإسلام وهو يشرب الخمر أو يرتكب الزنا، وترى من يزعم الإسلام وهو يحارب الدعاة إلى الله وينكل بهم ويقتل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وترى من يزعم الاسلام وهو يوالي أعداء الله ويعادي أولياءه، وترى من يزعم الإسلام وهو قاعد عن الجهاد في سبيل الله، بل يثبط المجاهدين ويحاول أن يملأ قلوبهم باليأس والقنوط، وكثير من هؤلاء الذين يزعمون الإسلام ويعملون تلك الأعمال أو بعضها يؤدون بعض الشعائر التعبدية أداء ميتاً لا روح فيه.
2_ تعميق الفرقة والاختلاف بين جماعات المسلمين بسبب تركيز كل طائفة على بعض فروع الإسلام مع إهمال الفروع الأخرى التي قد يراها الآخرون أهم من الفروع التي ركزت عليها تلك الطائفة، وذلك يسبب عرقلة سير الدعوة إلى الله، لأن كل طائفة من طوائف المسلمين تشغل نفسها بالرد على الطوائف الأخرى وبيان أخطاء تلك الطوائف، ويبقى الناس الذين أوجب الله تبليغهم دعوته بدون دعاة.