والأصل في المؤمن ألا يسخر وإلا ففيه من الكافر شبه، ولهذا كان النداء منه سبحانه ينهانا عن هذا العمل البغيض {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} والآية محفوظة والهدى هدى الله.
أيها الحضور الكرام:
سأخص بختام المحاضرة الشباب عامة وشباب جامعتنا خاصة، وليس معنى ذلك أن ينتهز الباقي الفرصة ويخرج فيا أولادنا إن الأمل فيكم عظيم بعد الله، فما من جامعة في الدنيا الآن جمعت بين حناياها نحوا من تسعين جنسية إلا هذه الجامعة التي ضمتكم، جمعت هذه الأجناس المختلفة لغة ولوناً وزياً وخلقاً إلى آخر ما أنتم أدرى به مني، والله إنه لعمل جريء من هذه الجامعة في زمان التردي الأخلاقي والشطح الديني تريد به إعادة صور الإسلام الأولى يوم كان ينادى في أي مكان وا إسلاماه، فيردد كل موحد في الأرض صداه وهي في سبيل هذا العمل المتسع الصعب، تدأب جاهدة لأجلكم سخية باذلة، فكونوا عند ظنها وظن ذويكم الذين تحملوا أو تحملتم فراقهم من أجل مأرب كبير، فأزيلوا بفتوتكم المؤمنة ما يحول دون تحقيق الرباط الديني العظيم، واركلوا بأقدامكم أفكاراً لكفار من دناءات التفرقة والتمييز، إننا نأمل فيكم بعد أن تتخرجوا وتطلعكم الجامعة حمائم الإسلام ووئام إلى بلادكم أن تعيدوا إلى الإسلام وحدته وعزته، وأن تصلحوا خطأ جيلنا الذي ارتكبه، فجيلنا الذي أنا منه ومنهم أصغر أو أكبر مني بقليل حملوا على ظهورهم أوزاراً ثقالاً في حق دينهم، فقد تعطلت شريعة القرآن، وحكم حكام المسلمين بقانون الكافرين، وسكت جيلنا وتهجم حكام المسلمين على دين المسلمين ونبي المسلمين، وسكت جيلنا، انطلقت الخرافة والبدعة، وانطوت على نفسها السنة! وسكت جيلنا، جيلنا أطلق المرأة المسلمة في الشوارع متهتكة فاجرة، بل وعانقت الرجال وراقصتهم، وسكت جيلنا، وأسلم جيلنا لها الزمام آمرة ناهية، ترأسه وتوجهه، خربت المساجد وهجرت إلى المساخر من شواطئ وحانات