وأخيراً يقول الأستاذ الكاتب: إنني أتحدى أي طالب جامعي فضلا عن الطالب الابتدائي والثانوي أتحداه أن يقرأ القرآن في المصاحف الموجودة دون أخطاء متواصلة، ثم يقول: وأؤكد أن المصحف الشريف إذا طبع برسم الإملاء العلمي استطاع الجميع قراءته مع تفادي الأخطاء.
وأقول أنا: ((إنني مع الأستاذ في هذا التحدي، بيد أني أضيف إلى الطالب الجامعي السواد الأعظم، والكثرة الكاثرة من المثقفين على اختلاف ثقافتهم، وتنوع معارفهم، وتباين استعدادهم، فإن أحداً من هؤلاء مهما علا كعبه في العلم، وسمت درجته في الألمعية والفضل لا يستطيع أن يقرأ في المصحف القراءة الصحيحة السليمة ولو كان المصحف مكتوباً على قواعد الإملاء، فإن في قواعد التجويد، وقوانين الترتيل من الأحكام ما لا يمكن أخذها من المصحف ولا يمكن تطبيقها إلا بالتلقي، والأخذ عن العلماء الأثبات الثقات المبرزين في علوم القرآن، وفنون التجويد والقراءات، وخذ مثلا لذلك: النون الساكنة والتنوين فقد قرر علماء التجويد أنه يجب إظهارهما إذا لقيا حروفاً معينة، ويجب إدغاهما في حروف مخصوصة، ويجب إخفاؤهما عند حروف مخصوصة ولا يمكن أحدا تطبيق هذه الأحكام إلا بواسطة أستاذ ماهر مجيد لعلم التجويد.