الرسول: (مغضبا) إن لهذا ثمنا.. قد تعجز عن أدائه غرناطة كلها..
موسى: إنها قطعة ورق لا أكثر.. أما غرناطة فهي الشيء الوحيد الذي لا يعدله ثمن ...
الرسول: ومع ذلك فقد تنتهي إلى شر من هذا التمزق ... إن..
موسى: حسبك. إنك تسرف في الإهانة.. وكان عليك أن تذكر أن أبهاء الحمراء لم تألف من رسل الفرنجة سوى الانحناء.. ولولا حقوق الرسل لكان الشأن غير هذا..
الرسول: ذلك عهد مضى..
وموسى: بوسعك أن تدعو سيديك ليتسلماه!
الرسول: (للملك) إذن أرجع بأسوأ النتائج..
الملك: (مضطربا) هلا أيها السيد.. لا يزال لنا أمل في حكمة موسى..
الرسول: (متهيئا للخروج) يسرني أن تصيروا إلى اتفاق، وإني مستعد لتناسي الإهانة رحمة بالسكان. سأنتظر ردّكم في بهو السفراء ...
الملك: حسنا تفعلون..
(يخرج الرسول ومعه الحاكم العسكري)
القاضي: (لموسى) أي بني.. يا موسى.. إنّ حكمة الشيوخ جديرة برضاك في هذا الموقف الحرج.
موسى: إن حكمة الشيوخ محل إجلالي.. ولكن الخضوع للعبودية لن يكون حكمة يا سيدي القاضي.. (يرتفع صوت المؤذن من مسجد القصر) .
الجميع: (يرددون مع المؤذن) : الله اكبر.. الله أكبر ...
الملك: لا اعتراض على مشيئتك يا ألله ...
موسى: (في حماسة) الله أكبر.. أكبر من فرديناند، ومن كل طاغية. إن هذا النداء جدير بأن يوقظ في قلوبنا روح الاستبسال والعزة..
القائدان: إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ...
القاضي: اذكر يا موسى قول الله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ... }
موسى: ولم لا تذكرون قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... } إن الله لا يرضى للمؤمن أن يؤثر الدينة، وفي يده سيفه.
الملك: ولكن فرديناند يعدنا بالإبقاء على ديننا ويهب لنا المساواة برعيته..