الملك: ليكن أمر الله (لحماد) القلم والدواة يا أبا شهيد. (يخرج حماد) .
القاضي: يحسن بنا انتظار القادة فإن لرأيهم شأنا لا يحسن إغفاله.
الملك: حقا ... وقد أرسلت في طلبهم (هامسا) غير أنني أخشى محالفتهم. (حركة من الخارج. يدخل الحاجب فيضع الدواة والقلم على المنضدة..)
الحاجب: موسى ابن أبي الغزان، ونعيم بن رضوان، ومحمد بن زائدة.
الملك: ليتفضلوا.. (للشيوخ) لعلكم تقنعونهم. أني أخاف أن تقطع ثورة الشباب آخر خيط من الأمل.
سعيد: (هامسا) قبح الأمل!
(يدخل موسى ورفيقاه شاكي السلاح يغمرهم غبار المعركة)
موسى: السلام عليكم
الجميع: (وقوفا) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(في هذه الأثناء تسقك الورقة من يد الملك) .
الملك: تفضلوا أيها القادة.
(يجلسون وموسى إلى يسار الملك) .
موسى: (عبسا يجيل عينيه في الحضور، وينقل نظره بين الورقة والرسول) لعله رسول الطاغية يحمل إلينا التهديد والوعيد!.
الرسول: مهلا يا فارس غرناطة.. لقد شغفت والله بأنبائك حتى وددت لقائك. وارجوا أن أكون إليكم رسول خير..
موسى: (يلتقط الورقة من الأرض) أشكرك أيها السيد.. وبودي لو تكون رسالتك كما رجوت.. ما هذه الأوراق؟..
(يطالع الورقة والحضور يلاحظونه في وجوم) ما هذا؟.. (لملك) ألهذا دعوتنا، والقتال على أشده؟!!
(يخاطب القائدين) : انظر يا ابن زائدة، اقرأ يا ابن رضوان (يدفع إليهما بالورقة) أيرضيكما هذا؟.. (للرسول) : أهذا كل ما عندك؟!..
الرسول: إنما تقاس الأمور بمناسباتها أيها الفارس. ولو فكّّّّرت في واقعكم لوجدت الخير كله في هذا.
موسى: لا نزال في خير مادامت لنا حريتنا..
ابن رضوان: شروط لا تحتمل..
ابن زائدة: السيف أرحم من الهوان (معيدا الورقة إلى موسى) .
موسى: لا.. لن يكون ذلك أبدا (يمزق الورقة ويطرحها أرضا) .