سعيد: لأنه أجهز على بقية أملهم في الحياة.. ويلك.. أنسيت أيام أثار العامة على أبيه إرضاء للقشتاليين؟.ألم يحاربه بسيوفكم حتى قضى عليه غما وكمدا؟..
حماد: ولكن ...
سعيد: دع لكن.. أنسيت أيام كان يقطع بكم طريق عمه (الزغل) وهو بقية المجاهدين، ليصرفه عن نجدة المسلمين في المواطن المهددة.. حتى اضطره للتسليم إلى فرديناند!..
حماد: أشهد انك اقدر منى على الحجاج.. ومع ذلك لا أزال واثقا برجولة أبى عبد الله، وإني لأترقب له وثبة جديدة ترد فرديناند إلى أقصى الحدود ...
سعيد: أف!. ذلك هو مرض العرب.. انهم أبدا ينتظرون ولادة المعجزات على أيدي حكامهم!..
(وقع أقدام من الخارج)
حماد: (هامسا) ،امسك لسانك، واحتفظ برأسك.. إن للجدران آذانا ...
سعيد: هيهات.. لم يعد هناك ما يخيف ...
(يدخل الحاجب كئيبا)
سعيد: ما وراءك يا أبا محمد؟..
الحاجب أسوأ الأخبار إن العدو على أهبة النفاذ إلى قلب غرناطة، وقد بدأ يحشو أسوارها بألغام البارود (يرتفع دوى انفجار) .. هوذا احدها (سعيد وحماد يطلان من النافذة)
حماد: انظر سحب الغبار.. يا للهول!..
سعيد: إن العدو كالبحر الزاخر.. اللهم رحمتك!..
(حركة أقدام من الخارج)
الحاجب: الملك.. الملك ومعه قاضي غرناطة وحاكمها، وبعض الشيوخ..
(يدخل الملك ومعه قاضي غرناطة وشيخان، ثم حاكم المدينة، يحتلون أمكنتهم في جمود واضطراب)
الملك: -بعد لحظة صمت- لقد دعوتكم للنظر في تبدلات الموقف (يجيل نظره في أرجاء القاعة ويرسل تنهدة عميقة) وما أدري إذا كانت (الحمراء) ستجمعنا مرة أخرى!..
لقد جاءني رسول الطاغية يحمل شروطه، وما أحب أن أقطع أمرا لا ترضونه. ليتفضل القاضي بالكلام..
القاضي: يجب أولا أن نعرف قوة الحامية، فما ينبغي التفكير في التسليم مادام هناك سبيل للمقاومة.