وحين تبهت شخصية المسلمين في تلك البقاع إلى هذا الحد، مما يعنون من جهل مطبق لمبادئ دينهم، وطغيان البدع والخرافات على النذر اليسير الذي علموه، فلا تبدو لهذه الشخصية أي وزن يقوى على التأثير أو التغيير في واقع تلك الأمم، فإننا نلمح شخصية غير المسلمين - الذين يحادون الله ورسوله - بارزة طاغية، لها قوة التأثير والتغير، في قوة جماعية منظمة تبني حركتها على تخطيط مدروس له فعاليته وأهدافه.
ومن ثم أجد مما يناسب مقامي هذا أن ألقي بعض الضوء على تلك المنظمات المتجمعة المتباينة التي زاحمت المسلمين وملأت الجو من حولهم بالباطل، وحركت كوامن المعركة فأثارت نقعها وجلبتها فأصبح صوت الحق لا يكاد يسمعه أو يحس به أحد.
وإذا اتجه هذا الاتجاه، فإنني أهدف من ورائه إلى لفت المسلمين - حيثما كانوا - إلى خطورة تلك المنظمات، والحذر منها، وبذل كل وسائل الحيطة تجاهها، حتى يسكتوا أصواتها، ويخمدوا أنفاسها، ويقطعوا الطريق على من يخدعون بها ويتهافتون عليها.
وإليك - أخي المسلم - حقائق عن تلك المنظمات فيما يلي:
أولا: جمعية أنصار الله (النوبيون)
وهي جمعية لها بالغ خطورتها على الإسلام والمسلمين، إذ أنها منظمة يهودية لبست ثوب الإسلام لتلبس على الناس الحق بالباطل، هادفة من وراء ذلك إلى تشويه الإسلام وخلطه بغيره من الأديان الأخرى السالفة عليه، ومزج مبادئه بمبادئها حتى تذوب فيها، وتختفي حينذاك على مدى الزمن حقائق الإسلام.
وقد نشأت هذه الجمعية منذ أربع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، واتخذت مركزا لها في بروكلين - نيويورك، وتسمت باسم خداع هو (جمعية أنصار الله) ، وأعضاؤها جميعا سود اللون.