بعد أن أذن المؤذن لصلاة العشاء مباشرة أقام الصلاة، وبعد الصلاة صلى كل فرد الراتبة ركعتين وقد غص المسجد بالحضور ما بين كبار وصغار وكلهم خاشع متأوه حتى أنني لم ألاحظ أن أحدا قد خرج بعد الصلاة المفروضة بل استمروا جميعا على البقاء في المسجد وهكذا ابتدأت التراويح وصلاها الإمام صلاة أصدق ما توصف به أنها صلاة عصر السرعة فقد كان يوجزها بل يكاد يختصرها ويقرأ في كل ركعة سورة من الفيل حتى نهاية القرآن، ثم أوتر بثلاث ركعات متصلة تشبه صلاة المغرب إلا أنه جهر بالقراءة في الثالثة وقبل الركوع سكت وسكت معه الناس هنيهة ظننتهم فيها يقنتون سرا لأنهم أحناف، وهكذا انتهت تراويحهم بسرعة.
ومع ذلك فقد كان المأمومون بعد كل تسليمتين يجهرون ببعض الدعاء الذي يستغرق حوالي دقيقة واحدة ويتكون من سؤال المغفرة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد خرجنا بعد إكمال التراويح ونحن معجبون غاية الإعجاب بالتفاف القوم على إفطارهم في المسجد وبتربيتهم أولادهم تربية إسلامية حتى على إكمال صلاة التراويح.
يوم الخميس الموافق: 3/9/1386هـ. 14/12/1966م
في ووترفول: