وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال: "سألني عنها اثنان"، وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يسحق جوابا، أو كف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات، قال المازري: "الخواطر على قسمي: فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها، وعلى هذا ينزل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر ولاستدلال. وقال الطيبي: "إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه وفيه عَلم من أعلام النبوة لإخباره بوقوع ما سيقع فوقع". انتهى كلام ابن حجر