نحن نؤمن بقانون الأخلاق، والقيم الروحية، ونزن الأفراد بأخلاقهم، وقيمهم الروحية، وكمالاتهم النفسية، ونرى الحياة بدون خلق ودين لا قيمة لها، ولا معنى لوجودها وهم لا يعترفون بذلك، ولا يرون الأخلاق الفاضلة من حياء وعفة إلا عجزا وضعفا، ولا الخوف من الله تعالى، ومراقبته، والشوق إلى الملكوت الأعلى، ومرافقة الصالحين إليه، ومجاورتهم فيه إلا ضربا من المرض النفسي، والجنون العقلي.

نحن نؤمن بحتمية القضاء والقدر، وأن التخطيط الكامل للحياة بأسرها قد سبقها بأزمان، ووضع لها قبل أن تكون الأكوان، وأن شيئا ما وكائنا ما كان لا يمكن أن يكون على غير وفق ما رسم أزلا، وخطط قديما في كتاب المقادير، وأننا لذلك لا نتبرم من الحياة مهما كانت قاسية، ولا نجزع منها أو نسخط، كما لا نيأس أو نقنط، أو ننزع عند العجز إلى الانتقام والبطش.

فحياتنا دائما تتسم بالرضا والطمأنينة والعدل والرحمة، وهم لا يؤمنون بذلك ولا يرونه أمرا كائنا في نظام الحياة، فهم لذلك يكثر في حياتهم القلق والاضطراب ويعم جوانب كثيرة منه اليأس والقنوط، وتتسم في غالبها بسمة الشدة والقسوة وتطبع بطابع الظلم العنف، ولا سيما عند الشعور بالعجز أمام تصاريف القدر، ومجاري القضاء، فينزعون إلى البطش والانتقام، وإلى التنكيل بالأبرياء والتعذيب كما يشهد بذلك تاريخ حياتهم، وتنطق به أعمالهم في أي مكان حلوا به أو واد نزلوا فيه وعياذا بالله تعالى منهم.

وإلى اللقاء مع مبدأ العمل الصالح في العدد القادم إن شاء الله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015