وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا النوعين غاية البيان وأفصح القرآن عنهما كل الإفصاح لأن ذلك هو أصل دعوته ولباب رسالته وبالإعراض عن هذا الأصل يحصل الضلال والانحراف على حسب هذا الأعراض فكلما كان الأعراض أكثر كان الضلال والبعد عن الهدى أشد وأصعب وقد تلقى صحابة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كل ما جاء به من غير اعتراض أو تردد فآمنوا بما جاء به من صفات الله مع اعتقاد ما دلت عليه وهم يتلقون ذلك عمن يخاطبهم بلسانهم وبما يعرفون ويفهمون ولم يقفوا أمام ما يسمعون منه في المناسبات الكثيرة شاكين أو مترددين في المعاني التي دل عليها الخطاب بل لم يسألوه مستفسرين مما يدل قطعاً على أن القوم علموا أن مراد مخاطبهم ما دل عليه ظاهر خطابه مع بعدهم عن التشبيه والتمثيل درج على هذا النهج القويم الصحابة والتابعون لهم حتى دخل في المسلمين من ليس منهم متستراً باسم الإسلام للطعن في صميم عقيدتهم وحربهم في أعز ما يملكون ومصدر قوتهم فبدء الانحراف والتحريف وشبت بين المسلمين حرب كلامية أوهنت قواهم وباعدت بين قلوبهم ومزقتهم كل ممزق حتى وصل الأمر إلى إرغام الناس على القول بخلق القرآن ولا يزال المسلمون يعانون من تلك المحدثات في جميع شئونهم وقد انضاف إلى تلك العوامل تيارات أخرى جارفة استهدفت أبعاد المسلمين عن عقيدتهم والله المستعان وسأنقل هنا بعض نصائح للأئمة الذين عاشوا المشكلة وعجموا عودها منهم الإمام الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين كان يلقب بركن الإسلام أوحد زمانه زهداً وتقشعاً.

قال شيخ الإسلام الصابوني في حقه: لو كان الجويني من بني إسرائيل لنقل إلينا شمائله ولافتخروا به توفي سنة 438هـ رحمه الله قال في رسالة كتبها نصحاً لإخوانه وأصدقائه وأحبابه بعد الخطبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015