أما الراسخون في العلم فعليهم أن يبينوا للناس ما فيها من ضلال وافتراء وبطلان، وينصحوهم باجتنابها لمزيد أخطارها ومضارها وأخطائها.
سادسا: يجب على العلماء وولاة الأمر في الأقطار الإسلامية تحذير عامة المسلمين من هذه التراجم مطالعة واقتناء، ويجب منع تداولها في البلاد الإسلامية عامة، ويجب بيان ما فيها من ضلالات وآراء زائفة، وأفكار سامة صيانة للمسلمين من أخطارها كما قررت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة بالنسبة لترجمة القاديانية المارقة من الإسلام ولما ماثلها من الترجمات الضالة الفاتنة، وذلك من النصيحة في الدين ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجب على القادرين من المسلمين، وفي القيام بحق الإسلام على أهله وبحق الأمة ووجوب دفع المضار عنها.
أما الترجمات الأخرى لمعاني القرآن التي توافرت فيها الشروط المشار إليها سابقا وليست من هذا القبيل، فلا مانع من نشرها في البلاد الإسلامية ودراستها، بل قد يكون ذلك ضروريا بالنسبة للمسلمين الذين لا يعرفون اللغة العربية ويريدون معرفة معاني القرآن الكريم وما فيه من عقائد وأحكام وحكم وعلوم وآداب وقصص وأمثال وأحوال الآخرة وما أعده الله فيها للمؤمنين من نعيم مقيم، وللكافرين من عذاب أليم، وجزى الله خير الجزاء من ترجم معاني القرآن من علماء الإسلام ترجمة صحيحة سائغة ونشرها سدا لحاجة هؤلاء المسلمين في أقطارهم النائية، وتنويرا لبصائرهم وحماية لهم من أولئك الضالين المضللين.
وقبل أن نختم الحديث ندعو جميع الأمم الإسلامية إلى وجوب مراقبة ما يرد إليها من الترجمات للقرآن وعدم السماح بنشرها في البلاد إلا بعد التثبت من صحتها بواسطة لجان علمية إسلامية دقيقة البحث، وصدور قرار بإجازتها كما قررت الرابطة ذلك في مجلسها التأسيسي بمكة المكرمة.
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.