ولذلك يجب على دعاة الحق من المسلمين وخاصة العلماء والقادة أن ينبهوا العامة إلى أخطار هذه الترجمات الضالة، وإلى أنها وسيلة الأعداء للكيد للإسلام ولرسوله ولكتابه ولدعوته ولأمته، وإلى أنها فتنة وضلال مبين، وأن يحثوهم على نبذها وتطهير البلاد منها قياما بحق الإسلام ودفعا للأعداء عنه.
وواجب على المسلمين أن يعلموا يقينا ما يأتي:
أولا: أن ترجمة القرآن المقدورة للبشر هي الترجمة المعنوية لا غير، أما الترجمة الحرفية فغير مقدورة لهم وهم عنها عاجزون، لقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الاسراء:88)
فلا قدرة لهم على الإتيان بمثله عربيا أو غير عربي، بأية لغة وفصاحته وبلاغته وأسلوبه وأحكامه وحكمه ومعانيه ومقاصده وعلومه الكفيلة بخيري الدنيا والآخرة.
فمن زعم لأية ترجمة حرفية للقرآن أنها تحاكيه وتعادله فيما جاء به ودل عليه فهو مفتر أثيم.