كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام أول من رمى بالمنجنيق في الإسلام في حصار الطائف. وكان لدى الجيش الإسلامي زمن الأمويين والعباسيين مبتكرات ووفرة في السلاح لا يضاهى بمثلها.

ومن هنا كان من مقومات النصر الأولى أن يزداد المسلمون في التسلح حتى يتفوقوا على أعدائهم إرهابا له وتمكينا لأنفسهم، وأن من واجبهم أن يصنعوا هم ذلك السلاح ما استطاعوا لصنعه سبيلا كما يدل احتفار الخندق وتركيب المنجنيق فهذا أوعى للتوثق والاطمئنان، وعلى المسلمين وحدهم تقع المسئولية أمام الله إذا سبقوا إلى استحداث سلاح فتاك يهدد وجودهم بالفناء فلم يستحدثوا مثله أو أمضى منه ذلك أن قوام كل نصر بسبب مادي وسبب معنوي فإذا استوى المسلمون والكفرة في العدة والسلاح غلب المؤمنون بإذن الله لتفوقهم المعنوي الظاهر، ولأنه وعد الله ولا يخلف الله وعده.

ومنها التعبئة العامة وهي كما كانت عند المسلمين الأولين إجابة داعي الله إلى الجهاد من كل قادر على حمل السلاح، وحشد القوى المالية والنفسية واستخراج ما في الوسع. وكانت النساء ينهضن بعبء الدفاع المدني، جاء في الحديث: [68] عن الربيع بنت معوذ قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة"

فإذا استتم المؤمنون الاستعداد واستوفوا شروطه وعزموا على القتال توكلوا عندها على الله حق توكله: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [69]

6- ذكر الله واستغفاره في القتال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015