كما أنهم يعدون الشعوب المسلمة أدنى في التفكير ويقولون بأن عقلية المسلم- ذرية- ساذجة أي أنه لا يتمتع بالفهم الكلي الشمولي ولا يدرك الأمور إلا بواسطة جزئياتها. كما ذكر المستشرق-جب- في كتابه (وجهة الإسلام) [5] .

ولذلك لا نستغرب إن رأينا جميع المستشرقين يطبقون تقسيم التاريخ الأوروبي إلى ثلاثة عصور- العصور الأولى والعصور الوسطى وعصر النهضة الحديثة- يطبقون هذا التقسيم على تاريخ الشعوب جميعا حتى المسلمين، وهذا يعد منهم نقصا علميا فاحشا وجمودا عجيبا إذ أن لكل أمة تاريخها المستقل بأدواره ومراحله وخصائصه..

ثم تأتي العقدة الكبرى المستحكمة- عقدة النصرانية - ومعظم المستشرقين من رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت يتبعهم قليل من اليهود..

ونحن لا نبالغ إذا قلنا إن سيطرة روح العداء النصرانية تخيم على سائر المستشرقين وتؤثر على مفاهيمهم وأفكارهم وأن هذه الروح أفسدت سائر دراساتهم للإسلام وهذا يشمل المستشرقين جميعا على اختلاف أشكالهم حتى العلمانيين منهم.. ولندع واحدا من هؤلاء العلمانيين وهو ممن يقال انهم منصفون في دراستهم وهو المستشرق غوستاف لوبون يقول في كتابه (حضارة العرب) [6] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015