والكتاب القيم "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"للداعية الإسلامي الكبير أبي الحسن الندوي فيه الكثير من النقاط التي يجب أن يعيها الشاب المسلم المثقف على مدى هذه الخسارة التي حاقت بأسره من جراء هذا التخلف.
وإنني أرجوا من هؤلاء ومن كل مسلم أن يرجع إلى تعاليم دينه, وإلى النبع الأساسي الذي بنيت عليه التعاليم الإسلامية, وهو الكتاب والسنة خاصة, وأن يتحققوا بأنفسهم من صلاحية هذا الدين الإسلامي لأن يكون دين الإنسانية قاطبة. ولا أريدهم أن يتأثروا بما أقول دون تثبت من صحة ذلك لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تلتقي عنده هذه الإنسانية, فهو وحده الذي أعلن تكريمه لعنصرها وتفضيله على سائر المخلوقات, ولأنه الدين الوحيد الذي يجمع أبناء الإنسانية على صعيد واحد لا فرق بينهم بسبب العرق أو اللون أو النسب وإنما التفاصيل بينهم بالتقوى وبعمل الخير, ولأن هذا الدين أعلن المساواة بين الناس فلا طبقية ولا تصارع وإنما هو وحدة ومساواة.
وإن الإنسانية لا يهنأ لها عيش إن لم تسد هذه المبادئ وتتغلب على نوازع الشر ومواطن السوء.
وإن الصراع الطبقي الذي يسود في بعض العقائد المنحرفة على اختلاف أنواعه, بما في ذلك التفرقة العنصرية في عصر المدنية والتفوق العلمي, لا وجود له في الإسلام ولا يقبل به إطلاقا.
لهذا كله فإن الإنسانية بحاجة إلى مسلمين إسلام الحنيفية السمحة ليعودوا بها إلى الجادة التي انحرفت عنها فضلّت وتاهت في ظلمات الشرك والوثنية وعبادة المادة ودعوات الإلحاد والعلمانية.
وصدق الله العظيم:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام 153) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.