وعندما نولي وجهنا إلى الله سبحانه وتعالى نجد الرضا والسكينة، والأمل والطمأنينة، ونبصر النور ونحس بالقوة، وتأتينا العزيمة على تحمل ما نحن فيه من صعاب، وما نزل من شدائد، ويقوى فهمنا وعزيمتنا لما يحيط بنا، ثم يأتي نصر الله:
{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} .
ولكن الحقائق الثلاث التي ذكرتها ليست جديدة ولا وليدة بل ولا مجحودة أو معارضة عند الكثير من الناس. وبذلك لا تضيف إلى فكر البشرية ما لم يكن، ولا تزيد في ضمير الإنسانية ما لم يستقر.
وعلى الرغم من هذا كله فإني أجد لذة في أن أتحث فيها، وأجد قلبي مفعماً بالغبطة وأنا أحاول تسجيلها، لأنها قصة التجربة التي عشتها، والنتيجة الحلوة التي وصلت إليها بعد ظلام طويل.. والذين يصلون إلى نتائج مرضية يحاولون أن يحكوا ما وصلوا إليه وأن يرددوه كلما أتيحت الفرصة ويجد كل منهم اللذة في أن يتكلم، كما يجد رغبة في أن يسمع غيره ما ذاق وما عرف.
هذا بالإضافة إلى أن بعض الغافلين لا يلتفتون إليها إلا عرضاً.
والذين يلتفتون إليها لا يتأملونها.
والذين يتأملونها لا يعيشون فيها.
وأنا أدعو إلى أن نعيش فيها صباح مساء بحيث تملأ علينا الوجود، وتملأ علينا الحياة، وتصبح هي مصدر الدفع والجذب، ومبعث النشاط والإحجام ومثار الرضا والسخط، والدافع إلى الكف أو إلى العمل، فتكون للإنسان نوره الذي يسير في هداه، ويشعر أنه لا يعمل لغير الله تعالى، ولا يتوقف لأحد سواه.
وإنه لحتم على المؤمن المتيقظ أن يتأمل آيات الله التي ترشد إلى أنه الحكيم الخبير ويراقب الصانع العظيم في كل صورة ومع كل رؤية، وعند كل حركة، ومع كل سكون..