1 ـ مجلس الكونغرس الإسلامي

لعدم وجود مجلس إسلامي يجمع المسلمين ويمثلهم لدى السلطات أيام الاستعمار كانت كل جماعة إسلامية وإن قلت تلتف حول إمامها. حتى في صلاة العيد لم يكن المسلمون يجتمعون على إمام واحد حتى ولا يبدأون الصوم في يوم واحد. بقي الأمر كذلك إلى أن قام بعض المثقفين من المسلمين ينادون بتشكيل مجلس إسلامي يمثل المسلمين ويعتني بشؤونهم ويجمعهم على إمام واحد في صلاة العيد على تناوب الإمامة بين القبائل المشتركة فيه. وسرعان ما أعلن عن تشكيل مجلس لهذا الغرض عرف باسم (سيراليون مسلم كونغرس) بدأ هذا المجلس أعماله عام 1928 ميلادية برئاسة السيد ألمامي سنوسي وأمانة سر السيد حاضر الدين رحمهما الله تعالى، وعضوية أئمة الجماعات وكبار المثقفين من المسلمين.

واقتصر عمل هذا المجلس في سنواته الأولى على جمع التبرعات وإلى الإشارة إلى أيام الصوم والأعياد وكذا على تسمية الإمام لصلاة العيد ولكن سرعان ما تدخل في شؤون هذا المجلس الأحمديون القاديانيون الوافدون من الباكستان. وقويت شوكتهم فيه بعد أن استقبلهم المجلس كأعضاء.

وبدأ الأخطبوط الأحمدي يعيث فساداً في هذا المجلس ويصرفه عن الغاية التي أنشئ من أجلها ويبث الفتنة بين أعضائه ويجمع القوى ضد من يتنكر للولاء الأحمدي القاديانية أو ينتقد تعاليم البعثة القاديانية في سيراليون كل ذلك كان بمساعده السلطات الإنكليزية المستعمرة.

بقي الأمر كذلك إلى أن ساءت حالة المجلس المذكور وشلت حركته وتوقف نشاطه إلا من شكليات فارغة وإجراءات لا تمت إلى الدعوة بصلة دامت نحو أربعين سنة. ومن أغرب ما رأيت في هذا المجلس أن أعضاءه المنفذين يجتمعون في النصف الأول من شعبان لتقرير أول رمضان دون اعتبار لرؤية الهلال في سيراليون أو رؤيته في البلد المجاور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015