هذا الطود الشامخ..
ويلجأ الإنجليز في محاربة الإمام المجاهد العظيم إلى كل الوسائل الاستعمارية التي أتقنوها ومارسوها في كل العصور محاولين إطفاء هذا القبس المضيء لأبناء أفريقيا عامة طريق النور والخير والحرية في ظل الإسلام العظيم، وكانت السلطات الحبشية الإيطالية جادة في مطاردته والقضاء عليه وقويت شوكة خصومه، وكانت سنه قد تقدمت فأخذ ينتقل من مكان إلى آخر حتى انتقل إلى رحمة الله ورضوانه، ودفن في مكان من الصومال الأوجادين لا يعرفه إلا خاصة أصدقائه، وحاول أعداؤه العثور على جثته فلم يهتدوا إليه، وبقي تاريخ جهاده بين أبناء الصومال جميعه يتناقلونه بالفخر والإعجاب.
ترجم له الأجانب ولقّبوه بأسد الصحراء، ولم يترجم له المؤرخون العرب بعد إلا ما كتبته بعثة الأزهر في بلاد الصومال وأرتيريا وعدن والحبشة عام 1368هـ بقلم الشيخين (عبد الله المشد) ، والمرحوم (محمود خليفة) في تقريرهما القيم الذي رجعنا إليه في كتابة هذا المقال، ولعل الله سبحانه وتعالى يوفق أبناء الجامعة الإسلامية من الطلاب الصوماليين إلى جمع تراث الشيخ رحمه الله، وإبراز حياته في صورة واضحة مشرقة كي تكون حياته مدرسة لأبناء أفريقيا عامة، وليقفوا صفا واحدا أمام هذه الحروب الوحشية البربرية التي لا زال الغرب المستعمر يشنها على أبناء أفريقيا لسلب حرياتهم وتغيير دينهم.. والاستيلاء على خيرات بلادهم، وقد ظهر ذلك في وضوح في مأساة نيجيريا التي راح ضحيتها المرحوم أحمدو بيللو رحمه الله رحمة واسعة.