ونظرة هادئة –ولا أقول فاحصة ولا متعمقة- إلى التشريعات الإسلامية تجدها تعطي أجمل صورة للنظام وللعدل ولوضع الأمور في نصابها.

تأمل معي عشرات الألوف ذات الأمزجة المختلفة والطبائع المتباعدة والجنسيات المتفرقة، وهي تقف متراصة مصطفة داخل مسجد الرسول –عليه الصلاة والسلام- تجمعها كلمة واحدة (الله أكبر) وتسرحها كلمة واحدة (السلام عليكم) . لقد شاهدت بنفسي الجيوش وهي تتجمع في المناسبات ورأيت ما تحدثه من فوضى، وما تأخذه من وقت رغم التدريب المتواصل والمران البعيد المدى.

وتأمل معي هذه الجماعات من الباعة وذوي الحرف، وهي تهرول في طريقها إلى منادى الصلاة، تتوضأ خمس مرات في اليوم في أوقات متباعدة. هل لأمة من الأمم مثل هذا النظام مهما بلغت حضارتها وتقدم النظام الصحي فيها.

ثم هذه الزكاة التي تضع أفضل نظام لتقريب الفوارق بين الناس، وتمضي حسب خطة عمادها التعاون والإخاء لا الطغيان أو العنف. فالذي يعطي راض، بل وشاكر لله على توفيقه، والذي يأخذ راض، وشاكر لله على نعمائه وعلى ما هيأ له من إخاء وإيمان وإسلام. وشاكر أخاه داعيا له راجيا الخير للمجتمع. فلا حقد ولا سخط ولا انحلال أو فقدان للثقة أو انعدام للمسئولية.

والحق أن الإسلام كل صوره عدالة وبساطة ويسر، وسلام وحب ونظام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015