6- وعند ما يبلغون السن التي يحصل معها الفهم الكافي يجب أن يعلموا الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة من حلال وحرام وما يتصل بهما، مع الاستعانة بتفاسير القرآن الكريم وشروح السنة المعتمدة، وكتب الأئمة الفضلاء دون أن يؤمروا بالتعصب لأي مذهب معين، بل ينبغي أن يبث فيهم روح الاجتهاد والبحث عن الأحكام من مصادرها الأصيلة، ويجب أن يعرفوا فضل أئمة الإسلام – كالأئمة الأربعة وغيرهم – واحترامهم وأن يكون موقفهم من أولئك الأئمة موقف المنصف الذي ينزل كل شخص منزلته اللائقة به، دون إفراط أو غلو، كما يفعل المتعصبون لبعض الأئمة، حيث يصرح الكثير منهم أنهم لا يأخذون الأحكام من كتاب ولا سنة، بل يأخذون الأحكام من أقوال إمامهم المعين، ولو خالفت صريح القرآن وصحيح السنة، فإن في هذا غلوا يخشى على صاحبه الفتنة، ودون تفريط في حق أولئك الأئمة رحمهم الله تعالى، كما يفعل بعض المتطرفين الذين يذمونهم، ويستدلون عليهم بالآيات التي تذم الخلاف والتفرق، كقوله تعالى في سورة الأنعام: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الآية وهذا الاستدلال غير صحيح بالنسبة بالأئمة رحمهم الله، فإنهم لم يقصدوا الخلاف، وإنما اجتهدوا في فهم نصوص الكتاب والسنة، وكل منهم عمل لما بلغه اجتهاده وهو الواجب عليه، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، كما ثبت ذلك في السنة. والأئمة أنفسهم حذروا أتباعهم من أخذ آرائهم بدون دليل فما ذنبهم بعد هذا؟