ولعل من دوافع سعادتي وفخري أن كان لي نصيب من المساهمة في دعم هذه الجامعة عندما كنت وزيراً للمعارف، ولكن نصيب الإخوة الذين واصلوا العمل في هذه الجامعة وفي مجالسها وكذلك أساتذتها هو عمل جليل ولا أستطيع أن أجد من الكلمات ما أضيفه على ما سبق أن تحدث به الإخوة إلا أن أقول: أرجو الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا هداة مهتدين وينصر دينه ويعلي كلمته، وأن نكون إن شاء الله في خدمة الحرمين الشريفين وفي جميع المجالات التي نريد أن نصل إليها، وكذلك فيما يتعلق بتسهيل أمور الحجيج، سواء ذلك في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة، أو منى أو عرفات، أو في أي مكان آخر.
ومن المعروف أن هذه البلاد لم تقم إلا على أسس وقواعد محكمة، هي قواعد الشريعة الإسلامية والحمد لله، كما أنها لا تستمد قوتها إلا من رب العزة والجلال وكتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
عرفت هذه البلاد وأهلها بالخير وصدق القول، وعدم تدخل في شؤون الآخرين، ولا أستطيع أن أقول إلا أن لها بحمد الله أيادي بيضاء في جميع أنحاء العالم، وهذا شيء معروف، ولا أعتقد أن من المناسب أن نمن بالأعمال التي تنجز في مجال العقيدة الإسلامية بالذات، وإن كان موضع فخر للجميع، وإذا كان واجبنا الديني يحتم علينا أن نكون حول إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فهذا لا يعني تدخلاً في شؤون أي دولة من الدول بأي حال من الأحوال، ولكن الواجب الإسلامي والأخوة الإسلامية يجعلنا دئماً نتحسس أمور المسلمين فيما يعود عليهم بالخير والبركة والسداد في أمور دينهم ودنياهم، وأرجو من رب العزة والجلال أن يوفقنا لخدمة هذه البلاد، وخاصة المدينتين المقدستين - مكة المكرمة والمدينة المنورة - كما أرجو أن نوفق دائماً، وأن نكون في خدمة الإسلام والمسلمين في كل وقت ومكان.