كما تضمن مسند الإمام أحمد زيادات لابنه عبد الله - راوي المسند عن أبيه - لم يروها والده قال عنه الذهبي: "له زيادات كثيرة في مسند والده"، هذا بالنظر إلى عددها ذاتها، ولكنها قليلة بالنسبة لعدد مرويات المسند.
وزيادات عبد الله على أنواع منها: أحاديث تامة إسناداً ومتناً، وأحاديث شارك والده فيها، وزاد عليه بعض الألفاظ، والصحابي فيها واحد، وأحاديث أخرى من رواية غير الصحابي الذي روى حديثه والده، والمتن واحد، وطرق أخرى لأحاديث رواها والده، مثل قول الإمام أحمد: "حدثنا سليمان بن حرب وعفان، قالا: حدثنا حماد بن زيد ... " ثم قال عبد الله بعده: "حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد" وساق باقي الإسناد بمثل رواية والده، وهذا أشبه بالمستخرج على مسند والده.
وفي المسند كذلك زيادات قليلة لأبي بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطِيعي - ت 368هـ- راوي المسند عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، يقول الحافظ ابن حجر: "فيه من زيادات ولده عبد الله، وشيء يسير من زيادات أبي بكر القَطِيعي الرازي، عن عبد الله"، وقد توهم قوم كثرتها فأغربوا، وعدَّها آخرون فألحقوا بها زيادات لعبد الله بن أحمد، وكان للسقط دوره في ذلك، وفي المطبوع من المسند موضع واحد على الصواب وهو قول أبي بكر القَطِيعي: "حدثنا الفضل بن الحباب، حدثنا القعنبي، حدثنا شعبة، حدثنا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مما أدرك الناس من كلام النبوة"، ويتنبه إلى أن راوي المسند عنه ينسبه بقوله: "قال: ابن مالك"، وابن مالك هو القَطِيعي، ويضاف إلى ما سبق أربعة أحاديث من زيادات أبي بكر بن مالك القَطِيعي أيضاً، أوردها الحافظ ابن حجر في كتابه: إِطْراف المُسْنِد المُعْتَلِي بأطراف المُسْنَد الحنبلي، ونبه المحقق إلى أنه لم يجدها في المسند المطبوع.