كما عزي إلى أزد شنوءة وإلى أهل المدينة - ومعظم أهلها من الأزد - أنهم يقولون: لا يجوز هذا في القوس، أي: في القياس، من قٌسته أقوسه قَوْسًا، قالوا: هي لغة في: قِسته أقيسه قَيْسًا وقياسًا، والأصل الواو.
وجمع الهدية هدايا، وعزي إلى أهل المدينة - أيضًا - أنهم يجمعونها على هداوى بالواو.
وجاء في الاشتقاق: كاد يكود في معنى كاد يكيد، وحاد يحود في معنى حاد يحيد، لغة لزهران من الأزد. وقد انفرد ابن دريد بعزوها لزهران، غير أنه عزاها في جمهرة اللغة إلى اليمن عامة، على اعتبار أن زهران إحدى قبائل الأزد اليمنية.
هذا، وروى الإمام الشافعي، وأحمد، ومسلم، والخطيب البغدادي، وابن خزيمة، والبيهقيّ، والقرطبي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت" واللفظ لمسلم.
قال أبو الزناد - من رجال الإسناد في الحديث -: "هي لغة أبي هريرة، وإنما هو فقد لغوت".
وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: "لغا يلغو كغزا يغزو، ويقال: لغي يلغى كعمي يعمى، لغتان الأولى أفصح، وظاهر القرآن يقتضي الثانية التي هي لغة أبي هريرة، قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} وهذا من لغي يلغى، ولو كان من الأول لقال: "والغُوا"بضم الغين".
ورواه أحمد ومسلم، في غير ما تقدم، والبخاري، ومالك، وأصحاب السنن عن أبي هريرة أيضًا بلفظ (لغوت) .
وهذه الرواية أشبه من سابقتها بلغة أبي هريرة الدوسي الزهراني - رضي الله عنه -. كما جاء في أحاديث أخرى ما يدل على أنه - رضي الله عنه - كان يؤثر الواو على الياء، من ذلك ما أخرجه أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكذب الناس الصبّاغون والصيّاغون".