ولا أريد أن أطيل بكثرة الأمثلة من الوحيين للحث على قوة المسلمين في كل المجالات وإنما أريد أن أشير فقط إلى ذلك، ومن أراد الوقوف على صحة ما قلت، فليتجرد من الهوى وليدرس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بتعمق وتمحيص ليجد أن الأمر أعظم مما ذكرت، وذلك يقتضي منا أن نتعلم من غيرنا ما نجهله، ولا يعارض الدين الإسلامي ذلك إذا لم يوجد من المسلمين من يغنينا عنهم، ولكن لا يجوز أن نجعل تعلمنا منهم سببا لترك ديننا والتنكر له، وهذا ما أردت بيانه بالنسبة إلى ابتعاث أحداث الأسنان الذين يجهلون دينهم إلى البلدان الأجنبية، فإن المفاسد التي تنالها بلدانهم، من ابتعاثهم من الخروج على تعاليم الإسلام والعداء له ولأهله ولو كانوا آباءهم، أعظم من المصالح التي تحصل من ذلك بكثير، وما قيمة طبيب أو عسكري أو اقتصادي تعلم في الخارج ورجع ملحدا؟ ولذلك كانت المضار التي تحصل بسبب الابتعاث المذكور لا تحصى كثرة، ولا يعلم خطرها في مستقبل أمة الشعوب الإسلامية إلا الله، وإن كنا قد علمنا بعض تلك المضار وهي قسمان: مضار تلحق المبتعث في البلاد الأجنبية قبل أن يرجع إلى بلاده، وأخرى تلحقه وتلحق مجتمعه وأهله ودينه، بعد رجوعه إلى بلاده، والأولى أساس الثانية.

وسنتحدث عن ذلك كله في فرصة أخرى إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015