3- "أو علم ينتفع به"، والمقصود من العلم قد يتبادر إلى الأذهان أن المراد تعليم القرآن أو الحديث أو الفقه، وما شابه ذلك من علوم الدين، ولا شك أن هذه العلوم داخلة في العلم الذي ينتفع به دخولا أوليا ولكن العلم المنتفع به غير مقصور على ذلك، بل هو عام يشمل كل علم ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم، فيدخل في ذلك ما يأتي:
1 – تعليم الناس علوم الدين على اختلاف طبقاتهم تدريسا ووعظا ورشادا.
2 – تأليف الكتب النافعة في ذلك وفي غيره من العلوم التي لها صلة بالدين كعلوم العربية والتاريخ وغيرها.
3 – تعليم المسلمين الصناعات النافعة، على اختلاف أنواعها، وكذا طرق الكسب والتجارة وعلوم الطب والعلوم العسكرية والخطط الحربية التي تفيدهم ضد عدوهم في داخل البلاد وخارجها، كل هذه الأمور إذا بذلها العالم لإخوانه المسلمين وبقيت متوارثة بينهم فإنها تبقى بعده تدر عليه الخير والحسنات، وكلما كثر المستفيدون منها ولو بالواسطة تضاعفت تلك الحسنات، وذلك يتطلب من المسلمين أن يلموا بكل العلوم النافعة في دينهم ودنياهم وأن يعلم بعضهم بعضا، وهو دليل قاطع على أن الاسلام يدعو المسلمين إلى العلم النافع مطلقا وإلى نشره بينهم ليبقى إلى يوم القيامة.