ومن حرص الاسلام على قوة المسلم ولا سيما في السلاح المتخذ ضد العدو جعل الرسول صلى الله عليه وسلم صانع السلاح في سبيل الله ومن جهز به غازيا مثل الرامي به، فقال: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد به"، رواه أهل السنن.
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على علم الطب وبين قبل أربعة عشر قرنا أن لا يوجد مرض في الأرض إلا أوجد الله له دواء معينا علمه من علمه، وجهله من جهله، ولا تزال الاكتشافات الطبية تظهر معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع، حيث يجمع كبار أطباء العالم اليوم أن مرضا ما لا دواء له، ثم يظهر غدا على يد بعضهم دواء يستأصل ذلك المرض. فسبحان خالق هذا الكون، وصلى الله على من أرسله رحمة للعالمين.
ومن أوضح الأمثلة على أن الدين الإسلامي دين قوة وعمل، وأنه يحث المسلم أن يعمل عملا يعود نفعه إليه في حياته ويبقى يدر عليه الحسنات بعد مماته، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به" ومن تأمل هذه الأمور الثلاثة حق التأمل علم، علم اليقين أن ديننا ليس دين كسل، وخمول، ولكنه دين حركة ونشاط، وحيوية وعمل، فهو صلاة في المسجد وتعليم وتعلم في المدرسة، وجهاد ومجالدة في المعركة، وبيع وشراء في السوق، وصناعة في المصنع، بل إن النوم الذي يأخذ الإنسان به راحته يعتبر دينا عند خلص المؤمنين، كما قال بعض الصحابة: "والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي", ولننظر الآن في كل من الأمور الثلاثة التي نص عليها الحديث الشريف: