6- البرهنة العملية على إمكانية إعادة أمجاد المسلمين وفق مضامين الشرع الحنيف، وإثبات أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، مع الأخذ بأسباب الحياة العصرية وتطورها، دون التنازل عن المضامين العقدية والشرعية.
الخاتمة
وفيها الدروس والعبر
لا يخفى على الباحث أن المقصود من تاريخ العباقرة والنابغين، لا ينحصر في مفهوم ضيق يقف عند حد تسجيل الرواية التاريخية، وإنما يتجاوزها إلى الدراسة والتحليل، والفحص والتنقيب عن العوامل والأسباب المؤثرة في نجاحهم، وكيفية توظيفها في قوالب عملية وتربوية قابلة للتنفيذ، وليس من شك أن حياة الملك الإمام عبد العزيز -رحمه الله - حافلة بالدروس والعبر، ولا سيما في نهجه السديد نحو تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة. والذي يعد معلماً بارزاً في جهاده ومنارة رائعة في حياته، ويظهر لنا بادي الرأي أنه يمكن تلخيصها على النحو التالي:-
1- ضرورة أن يعنى المربون بغرس عقيدة التوحيد في نفوس الناشئة، وأخذهم بلباقة إلى دراسة مفرداتها منذ الصغر لتكون وسيلة لتشكيل عقولهم وتوجيه سلوكهم وفق مضامينها وحقائقها، فقد اكتسب الملك الإمام، منذ صغره حصانة عقدية، أسهمت بوضوح في تجديد نهجه، وبناء شخصيته، وتوجيه سلوكه، نحو معالي الأمور غير هياب ولا وجل، متطلعاً في الوقت نفسه إلى تحقيق ما شيده آباؤه وزيادة.
2- لزوم أن يروض الآباء أبناءهم على تحمل المسؤولية وإسناد المهمات الصعبة إليهم وفق استعدادهم الفطري وتدرجهم المعرفي لتقوية عودهم، وإنضاج تجربتهم، ليخرجوا إلى الحياة وتحمل تبعاتها، بكفاءة، واستعداد واقتدار.