أنتم أيه الإخوان، ابدوا ما بدا لكم، وتكلموا بما سمعتموه، وبما يقوله الناس من نقد ولي أمركم، أو من نقد موظفيه المسؤول عنهم، وأنتم أيها العلماء، اذكروا أن الله سيوقفكم يوم العرض، وستسألون عما سئلتم عنه اليوم، وعما أئتمنكم عليه المسلمون، فابدوا الحق في كل ما تسألون عنه، لا تبالوا بكبير ولا صغير، بينوا، ما أوجب الله للرعية على الراعي، وما أوجب للراعي على الرعية، في أمر الدين والدينا، وما تجب فيه طاعة ولي الأمر، وما تجب فيه معصيته، وإياكم وكتمان ما في صدوركم في أمر من الأمور، التي تسألون عنها، ولكل من تكلم بالحق عهد الله وميثاقه، أنني لا أعاتبه، وأكون مسروراً منه، وأني أنفذ قوله الذي يجمع عليه العلماء، والقول الذي يقع الخلاف بينكم فيه، أيها العلماء، فإني أعمل فيه عمل السلف الصالح، إذ أقبل ما كان أقرب إلى الدليل من كتاب الله وسنة رسوله أو قول أحد العلماء الأعلام المعتمد عليهم عند أهل السنة والجماعة.
إياكم أيها العلماء، أن تكتموا شيئاً من الحق، تبتغون بذلك مرضاة وجهي، فمن كتم أمراً يعتقد أنه يخالف الشرع فعليه من الله اللعنة. أظهروا الحق وبينوه وتكلموا بما عندكم".