ذلك أنَّ أسرة آل سعود منذ وجودها قد ارتفقت منهجاً إسلامياً يقوم على تطبيق دعائم التمكين التي جاءت في الآية الكريمة موضوع البحث، فكان من ثمار ذلك -وخاصَّة في عهد الملك عبد العزيز وأبنائه من بعده- ما يلي:
1 - قيام دولة إسلامية كبرى، هي المملكة العربية السعودية [20] . مملكة العقيدة المنجية، ومملكة الشريعة المنظمة، ومملكة الوحدة الراسخة، ومملكة الأمن المكين الواعد، ومملكة البناء والعمران، مملكة القوة والسلام، ومملكة الوزن الدولي المؤثر والموقر.
هذا أثر واحد من تطبيق تلك الدعائم.
وهناك آثار أخرى وهي آثار طبيعية لما سبق، ومنها:
2 - أنَّ الملك عبد العزيز قد أقام مؤسسات دولته على ضوء تلك الدعائم وجعلها محكومة بها وخادمة لها، فكان من ثمار ذلك ما يلي: -وهو مثال للتطبيق لا للتفصيل والحصر-
فقد وضع الملك عبد العزيز نواة التعليم المنظم، فإذا هو اليوم ثمان جامعات عملاقة، ورئاسة عامة وكبيرة للبنات، وعشرات الكليات والمعاهد، وألوف المدارس، وملايين من الطلاب والطالبات.
ووضع نواة الزراعة، فإذا الزراعة اليوم اكتفاء ذاتي من القمح والخضروات، بل تصدير للفائض من ذلك كله [21] .
ووضع أسس الأمن، فإذا الأمن اليوم أجهزة متطورة، وطاقة بشرية متعلمة ومدربة وكثيفة قادرة على توطيد الأمن على الرغم من التعقيد الذي حصل في الحياة. وعلى الرغم من الانفتاح والتدفق البشري الغادي والرائح.
ووضع قواعد سياسة جيش قوي، فإذا بالقوات المسلحة السعودية اليوم قوة ضاربة تحرس السلم وتردع العدوان.
ووضع قواعد بناء الحرس الوطني؛ فإذا بالحرس الوطني اليوم من أكبر المؤسسات العسكرية والحضارية التي تسهم في بناء المجتمع وحمايته.