وإن ما يعيشه أبناء المملكة العربية السعودية، ومن يفد إليها في الوقت الحاضر من أمن على النفس والمال والعرض لهو ثمرة من ثمار غرس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وأصبح الأمن المجال الرحب الواسع الذي يتحدث عنه الآخرون بإعجاب وتقدير للتجربة السعودية المباركة في تحقيق الأمن للمواطن والمقيم، لقد نشر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لواء الأمن فوق ربوع البلاد السعودية مدنها وسهولها وأنجادها، حيث يسير الناس مشاة أو ركباناً، وتسير القوافل تحمل الأموال من جهة إلى أخرى؛ تخترق السهول والجبال ليلاً أو نهاراً ولا يسمع باعتداء وقع أو سرقة حدثت.
ولما تزايدت المسؤوليات والمهام المرتبطة بالأمن في عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ احتاجت إلى تنظيم تلك المسؤوليات وتوزيع المهام، فشملت:
أ- إدارة الأمن العام:
حرصاً من الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ على نشر الأمن في بلاده أمر بإنشاء إدارة الأمن في سنة 1344هـ، وجعل مقرها مكة المكرمة، وهي مؤلفة من أقسام ومراكز موزعة في أنحاء المملكة مرجعها جميعاً مدير الأمن العام.
ولم تقف جهود الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ عند حد في محاولته لتحقيق الأمن في أنحاء المملكة العربية السعودية، فتمت الاستفادة من وسائل الأمن الحديثة، وإرسال البعثات إلى خارج البلاد لدراسة العلوم الأمنية، وتمت الاستعانة بالخبراء الفنيين المختصين في الأمن وعلومه من بعض الدول العربية.