إن من يعرف حالة الجزيرة العربية قبل حكم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ يدرك عظم العمل الذي قام به ذلك القائد الفذ ـ طيب الله ثراه ـ لتحقيق الأمن في أنحاء دولته، فقد كان يتعذر التنقل من موضع إلى آخر، بسبب الخوف على النفس والمال والعرض، فكم أزهقت من أرواح، وكم نهبت من أموال في حوادث أصبحت ـ ولله الحمد والمنة ـ في طي النسيان.
لقد أهتم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بتحقيق الأمن للمواطنين، ولحجاج بيت الله الحرام وللوافدين، وصار الأمن في بلاده من أول اهتماماته، وأولاه عنايته ورعايته، فشدد النكير على العابثين والخارجين على أحكام الشريعة الغراء، ونفّذ فيهم الحدود الشرعية التي نص عليها القرآن الكريم مهما كانت منزلة المحكوم عليه ومكانته.
وهكذا طهّر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بلاده من الشرور، وحوادث الإجرام، وتضاءلت تلك الحوادث بسرعة فائقة، واختفت إلى أدنى قدر إذا قورنت بما يقع في الدول الأخرى في العالم، والمملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد والمنة ـ هي الدولة الوحيدة التي انفردت عن بقية بلاد العالم بهذا الأمن المنقطع النظير، وظاهرة الأمن في البلاد السعودية لم يوفق إليها ملك من الملوك، أو أمير من الأمراء،أو حاكم من الحكام في مملكة من الدنيا في العصر الحديث غير الملك عبد العزيز يرحمه الله.