ولأجل تثبيت هذا المبدأ على قواعد متينة وراسخة، أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - بعد دخوله مكة بإنشاء مجلس ينظر في شئون البلاد، وصدر الأمر الملكي بإعلان تأسيس مجلس الشورى في سنة 1345هـ، وأن يختار أعضاؤه من بين علماء البلاد وأعيانها، وأصحاب الرأي والتدين؛ للنظر فيما يعود بالنفع على البلاد، وتم تحديد واجبات مجلس الشورى والمهام المنوطة به.
وتعاهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ مجلس الشورى بعد إنشائه بالمتابعة والتوجيه والاجتماع بأعضائه من حين لآخر، وتذكيرهم بعظم الأمانة والمسئولية المناطة بهم، وحثهم على مواصلة العمل لما فيه فائدة البلاد ومواطنيها، وأعلن الملك عبد العزيز في افتتاحه لأعمال مجلس الشورى أن الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد- حماها الله – هو الشرع الإسلامي ومما ورد في كلمته … "إنكم لتعلمون أن أساس نظامنا وأحكامنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في تلك الدائرة أحرار في سنّ كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط أن لا يكون مخالفا للشريعة الإسلامية؛ لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر في السير على غير الأساس الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم".