وكان للملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ جهوده الشخصية في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال رسائله ومناصحته للأمراء،ولرجال الدولة والخاصة والعامة بوجوب التزام الطاعات والانتهاء عن المنكرات، وكان ـ يرحمه الله ـ القدوة الحسنة فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، فقد عرف بأنه آمر بالمعروف ناه عن المنكر، متمسك بأحكام الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً في كافة المجالات، عامل بما يحقق المصلحة لدينه ولبلاده ولشعبه، وكان محباً للعلماء كثير التوجيه والنصح والإرشاد لهم؛ إيماناً منه بأن محبة الخير لإخوانه كمحبته لنفسه.
وقد ظهرت نتائج اهتمام الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعنايته بإنشاء الهيئات الإدارية التي تقوم بهذا الأمر من خلال ما تحقق من جهود لحماية الأخلاق والآداب العامة، والمحافظة على قيم المجتمع المسلم بالبلاد السعودية، وكذلك في مجال حماية الشباب المسلم من مظاهر الانحراف، ومساعدته على مقاومة المنكرات.
(5) تطبيق الشورى
لم يؤثر عن الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ أنه أنفرد بأمر من الأمور، أو عمل من الأعمال دون أن يستشير خاصته ورجال دولته، وذوي العلم والرأي فيها، رغم ما هو معروف عنه من بعد النظر، والذكاء وأصالة الرأي والتفكير، وذلك لاهتمامه بوصية القرآن الكريم حيث أمر الله ـ عز وجل ـ بالمشاورة وحث عليها، قال تعالى: {.. وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} . آل عمران أية 159.
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} الشورى أية 38.