وقد سار أبناء الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ على نهجه، واتخذوا توجيهاته نبراساً لهم تعينهم بعد الله ـ عز وجل ـ على القيام بالواجب نحو الدين الإسلامي الحنيف، وأداء الأمانة التي تشرفوا بحملها تجاه الإسلام والأمة الإسلامية منطلقين من ثوابت راسخة لنصرة الإسلام ونشره في أنحاء المعمورة، ومناصرة قضايا المسلمين في كل زمان ومكان..
(2) نشر العدل في دولته
لقد كان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ كارها للظلم ولأهله، حريصا على منع وقوعه على أحد من رعيته، وأكد هذا الموقف من خلال أعماله وخطبه وتوجيهاته السديدة التي أعلن فيها براءته من الظلم،وخوفه من الوقوف بين يدي الله ـ عز وجل ـ ومما نقل عنه في تحذيره من الظلم قوله: "لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم، أو استخلاص حق مهضوم، ألا قد بلغت ... اللهم فأشهد. .."
ومما ورد في خطبة له ألقاها بالمدينة المنورة …"إنّ الملك لله وحده، وما نحن إلا خدم لرعايانا، فإذا لم ننصف ضعيفهم، ونأخذ على يد ظالمهم، وننصح لهم، ونسهر على مصالحهم نكون قد خنا الأمانة المودعة إلينا…"
ولم يقف الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ عند هذا الحد في اهتمامه بنشر العدل بين رعيته، وتأكيده على منع الظلم في أنحاء دولته فقد أصدر إعلاناً مكتوباً،وأمر بوضعه في مكان بارز على أحد جدران المسجد النبوي بالمدينة ونصه: "من عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى شعب الجزيرة العربية، على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلماً وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى، وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا".