وعند التأمل في الإصلاحات الداخلية للملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ فإننا سنجد قائمة طويلة بتلك الإصلاحات التي اهتم بها في فترة حكمه، ومثل هذا المقام لا يتسع للحديث عن جميع تلك الإصلاحات بالتفصيل، وذلك لكثرتها وتعددها، وحرص الملك عبد العزيز - يرحمه الله - على بناء دولته ووضع أسس قوية تقوم عليها في نهضتها الحديثة في شتى نواحي الحياة الدينية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية فكان - رحمه الله - يسابق الزمن للارتقاء ببلاده وأهلها ومسايرة التطور والتقدم الذي تمر به الدول والشعوب المجاورة مع اهتمامه بالمحافظة على الشخصية الإسلامية والتمسك بالدين الحنيف، وفيما يلي أشير إلى أهم الإصلاحات الداخلية في عهد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وجعل الجنة مأواه.
(1) الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية
من أهم الأعمال الجليلة التي قام بها الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، وإقامة شعائره، وتطبيق الشريعة الإسلامية وعدم مخالفة أمر الله ـ عز وجل ـ وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد أكد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ هذا التوّجه المبارك بتعظيم شعائر الدين في حياته الخاصة والعامة، ولا غرابة في هذا التمسك بالدين فهو سليل أسرة كريمة اشتهرت بالعلم والدعوة قبل اشتهارها بالملك والإمارة.
وقد كان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في توجيهاته المستمرة لرجال الدولة وأعوانه وأبناء مملكته يشدد في الحث على التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، واتباع هدي خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، ويحثهم على الإخلاص فيما أوكل إليهم من أعمال ويأمرهم بمراقبة الله ـ عز وجل ـ في كل حين.