وقد كان من ثمرات هذه الدعوة السلفية المباركة ظهور الدولة السعودية بأدوارها الثلاثة المتتابعة، وقد بدأ الدور الثالث بظهور الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ، حيث استطاع بفضل الله وتوفيقه إحياء ملك آل سعود باستعادته لمدينة الرياض في (1319هـ) ، وانطلق بعد ذلك بعزيمة قوية في توحيد أجزاء الجزيرة العربية، ولمّ شتات قبائلها،وجمعها على الدين الإسلامي الحنيف تحت راية الإسلام الخالدة وشهادة التوحيد الخالص لله ـ عز وجل ـ …لا إله إلا الله محمد رسول الله …
والحديث عن الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وإنجازاته يحتاج إلى مجلدات وذلك لأن هذه الشخصية وهبها الله ـ عز وجل ـ قوة الإيمان وحسن الإدارة ومؤهلات القيادة اعترف بقدرها ومكانتها، ودورها في أحداث ذلك العهد البعيد قبل القريب.
لقد استطاع الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حمل الأمانة، وقيادة الأمة، وتحقق على يديه بفضل الله ـ عز وجل ـ لهذه البلاد المباركة الأمن والاستقرار والرخاء والطمأنينة، فالحديث عنه حديث عن تأسيس دولة، وكتابة تاريخ، وحديث عن بناء وعطاء، وتنمية وتضحية في سبيل نشر الدين الحنيف وتهيئة الفرد المسلم لأداء رسالته في هذه الحياة.
والحديث عن الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وإصلاحاته الداخلية حديث لا يتوقف فهو يشبه المعين العذب والمورد الذي لا ينضب؛ فسيرة الملك عبد العزيز - يرحمه الله -، وأحداث عصره وأعماله موضوع خصب للكتاب والمؤلفين.