وكان منهج الملك عبد العزيز دائماً المطابقة بين الفكر والإنجاز، والقول والعمل، فكان يحرص ـ رحمه الله ـ على حماية المملكة من أن يتسلل إليها شيء من عقائد الكفار من نصارى ويهود وشيوعيين وغيرهم، يروي محمد ناصر الشتري في كتابه "الدعوة في عهد الملك عبد العزيز"عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ـ قال: "عينني والدي الملك عبد العزيز أميراً على الرياض، وفي ذات يوم استدعاني على عجل، فحضرتُ مسرعاً، فقال: "أيدخل الشيوعيون بلادي وأنا على قيد الحياة؟! كأنه رأى في المنام أنه يوجد في الرياض شيوعي، قال: فأحضرنا إليه جوازات الأجانب الموجودين في الرياض حيث كانت جوازات الأجانب في ذلك الوقت تبقى عند أمير المنطقة إلى أن يغادر الأجنبي، وكان الأجانب في ذلك الوقت قلة، قال: فلما أحضرنا الجوازات إليه، فنظر في صور أصحابها فأخرج منها جوازاً، وقال: هذا هو، قال الأمير: فبحثنا عنه فوجدناه في أحد أحياء مدينة الرياض وإذا هو شيوعي، كما ذكر الملك عبد العزيز، فرحّل خارج المملكة.
وهذا الموقف يؤكد التزامه ـ رحمه الله ـ بالشريعة الإسلامية، وحماية بلاده من أعداء هذا الدين القويم، وحرصه الشديد في سبيل ذلك.
ومن جملة اهتماماته بالجانب الديني في أفعاله ومواقفه، والدالة على حمايته جانب التوحيد والعقيدة الإسلامية، حرصه الشديد على إزالة جميع مظاهر الشرك، مثل البناء على القبور وتعظيمها مما يؤدي إلى صرف شيء من العبادة لها، ومن ذلك أمره ـ رحمه الله ـ بهدم صنم ذي الخلصة في منطقة "تبالة"قرب بيشة، حيث هدم بواسطة عامل الملك عبد العزيز على تلك الناحية "عبد العزيز ابن إبراهيم"ونكّل بسدنتها وتوعدهم بالقتل إذا عادوا لبنائها.