هذه هي نماذج فقط من خطب الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وأقواله الدالة على شدة تمسكه بالجانب الديني من خلال تلك الخطب والأقوال المختارة، فقد استطاع بقوة إيمانه بالله، وصفاء عقيدته، ونقاء سريرته، وحسن منهجه ومقصده، أن يتغلب على كل العقبات والصعوبات التي اعترضته في سبيل توحيد الجزيرة العربية، فكان شخصية فذة بكل المعايير والمقاييس، كان ينصح دوماً رعيته بتقوى الله ـ تعالى ـ والإقلاع عن المعاصي والمحافظة على الصلوات في جماعة وأداء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان يحرص على أن يعاهده أتباعه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان كلما سئل عن دستور بلاده، يقول: "دستورنا القرآن الكريم"،فقد أكمل المسيرة التي بناها آباؤه من قبل، وفي ذلك يقول الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان في محاضرة له بعنوان "حقيقة دعوة التوحيد": "إن البدع المفسقة والبدع التي هي فوق ذلك والجهالات التي تسود معظم الجزيرة، ما كانت لتذهب لولا فضل الله ـ تعالى ـ ثم الثمار القوية الجادة التي ظهرت من خلال حكمة وعقل الإمام محمد بن سعود الذي ناصر الحق وحماه ودعا إليه ولم يزل الأمر على هذا ـ بحمد الله ـ حتى تسلم الأمانة الملك عبد العزيز الذي أكمل ما بناه آباؤه بقوة عاقلة حكيمة قلَّ نظيرها، فسعى إلى تشييد العلم وتأصيله بحفظ العلم والعلماء وتقديرهم وحمايتهم بروح الفهم وعمق النظرة وإدراك الواقع، ولم يزل هذا كذلك تترا حتى أصبح الأمر على ما هو عليه من صدق الدعوة وسلامة طريقها ونزاهة هدفها، فلا يحق لمغرض أو حاسد أو جاهل أن يقول غير الحق، فالباطل هو الباطل ترده الفطرة السليمة وحقائق الحال منذ ثلاثمائة عام تقريباً".