ومن خطبة له بمكة ـ أيضاً ـ سنة 1352هـ يقول: "هذه عقيدتنا في الكتب التي بين أيديكم، فإن كان فيها ما يخالف كتاب الله، فردونا عنه، والحكم بين وبينكم كتاب الله وما جاء في كتب الحديث والسنة، إننا لم نطع (ابن عبد الوهاب) وغيره إلا فيما أيدوه بقول من كتاب الله وسنة رسوله، وقد جعلنا الله أنا وآبائي وأجدادي مبشرين بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، ومتى وجدنا الدليل القوي في أي مذهب من المذاهب الأربعة، رجعنا إليه وتمسكنا به، وأما إذا لم نجد دليلاً قوياً أخذنا بقول الإمام أحمد، فهذا كتاب "الطحاوية"في العقيدة الذي نقرؤه، وشرحه للأحناف، وهذا تفسير ابن كثير وهو شافعي".
من خلال هذه الخطب يتضح تركيز الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ على منهج السلف الصالح في العقيدة، وما كان عليه الصحابة ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ والتابعون لهم بإحسان، ثم الأئمة الأربعة المقتدى بهم، ويؤكد على جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأن المملكة العربية السعودية مدينة بالفضل بعد الله تعالى لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجهوده المخلصة وتحقيقه لتوحيد الله تعالى في أسمائه وصفاته، وتوحيده في ألوهيته بإفراده العبادة لله وحده لا شريك له، فهو حامل لواء العقيدة السلفية، وما كان لها من آثار عظيمة في العالم الإسلامي، فحريٌّ به أن يوصف بـ: "داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث".