فالملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ يدرك أن هذه الألفاظ من معاني توحيد الألوهية، ومن أنواع العبادة التي لا يجوز صرف شيء منها أو نسبته لغير الله تعالى.

ويروي فهد بن محمد الربيعان أن رجلاً قابل الملك عبد العزيز وهو خارج من مسجد العيد، وشرع يمتدحه بكلمات منها:

يا ملك الملوك أنت ملاذنا ويا سيد السادات يا سيد البشر

فغضب الملك عبد العزيز غضباً شديداً، ووقف يؤنب الرجل بقوله: "ملك الملوك هو الله ـ جل جلاله ـ فهو ملاذنا وإليه منقلبنا، وسيد البشر هو: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والشرك بالله ظلم عظيم، والكذب والنفاق حرام"، فانصرف الرجل وهو يتصبب عرقاً من الخجل.

وهكذا تكون العقيدة الصحيحة العميقة في نفس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وعدم تهاونه في ذلك أو تأثره بقول مادح أومداهن، وعدم السكوت على ما يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة أو يقدح في العقيدة، والتنبيه لذلك وأخذ الحيطة والحذر.

وكان دائماً يقول ـ رحمه الله ـ: "أنا شخص ليس يهمني سوى إقامة كلمة التوحيد".

وبهذا الإخلاص لله والنهج السلفي خاض الملك عبد العزيز معركة التجديد والتمدن ببراعة وورع وتقوى لله، وفي هذا الصدد يقول: "إن التمدين الذي فيه حفظ ديننا وأعراضنا وشرفنا مرحباً به وأهلاً، وأما التمدين الذي يؤذينا في أدياننا وأعراضنا وشرفنا، فوالله لن نذعن له، ولن نعمل به، ولو قطعت منا الرقاب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015