وحد الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية، على أساس الاعتصام بالكتاب والسنة، في تحقيق التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود، فحرص على استقلال المملكة، وعدم قبوله أي تدخل أجنبي، وعدم قبول أي امتياز، أو استثناء، يناقض الإسلام، لأحد دون أحد، مهما كان. وإن جهود الملك عبد العزيز رحمه الله في تحقيق مفهوم الجماعة، تتلخص في توحيده المملكة العربية السعودية على التوحيد، الذي هو حق الله على العبيد، ورفعه لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربوعها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله [26] ، فانفردت دولته، المملكة العربية السعودية، بذلك الميراث النبوي، راية الجماعة، التي لا يشاركها فيها جماعة أخرى، ولا دولة أخرى، ولا تنكس لأي سبب تنكس له الرايات الأخرى.

إن العرب خاصة لا تدين لأحد بغير كلمة التوحيد، (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) . وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه حين دعاهم إلى الإسلام، ذكر ابن كثير في تفسيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: لعمه أبي طالب ورهطٍ من قريش فيهم أبو جهل، إجابةً لأبي طالب حين قال له: "يا ابن أخي! هؤلاء مشيخة قومك وسراتهم، وقد سألوك أن تكف عن شتم آلهتهم، ويدعوك وإلهك، قال صلى الله عليه وسلم: "يا عم! أفلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم؟ قال: وإلام تدعوهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: " أدعوهم أن يتكلموا بكلمة يدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم " فقال أبو جهل من بين القوم: ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها، قال صلى الله عليه وسلم "تقولون: لا إله إلا الله "، فنفروا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015