ومن توفيق الله تعالى وقبوله، أن تمر مائة عام على عود الله بعائدته الجميلة على أهل التوحيد، والسنة والجماعة، وإضاءة التاريخ السعودي بالملك عبد العزيز، بعد انطفاء حلت معه ظلمات الجهل والفرقة، فعاد الله بعائدته الكريمة على أهل الإسلام في أرض الحرمين وما جاورهما، باسترداد عبد العزيز عام 1319هـ رياض التوحيد، أرضه وأرض آبائه وأجداده أنصار توحيد الله عز وجل، وقيامه لله تعالى إماما للمتقين راشداً، وسلطانا للدين نصيراً، وقدوة للمسلمين وعزاً، يسير على منهج سلفه الصالح أهل السنة والجماعة، في العمل على توحيد كلمة المسلمين، وتوثيق تضامنهم وتعاونهم على البر والتقوى، وتحقيق مفهوم الجماعة، والأخذ بأسباب حياتهم السعيدة، ومصالحهم الأكيدة في الدنيا والدين، مع المحافظة على صفاء العقيدة الإسلامية، وتنقيتها من شوائب الشرك والبدع والخرافة والوهم، وسائر المعوقات الجاهلية.
حتى وصل بالمملكة العربية السعودية إلى مرسى الأمن والإيمان، راسخة في التوحيد، ثابتة في البناء، على هدي الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، يتعاقب فيها على منهجه ورثته، ولله الحمد والمنة.
تمر مائة عام، وتحقيق التوحيد، الذي هو حق الله على العبيد، لا يزال رباط وحدة المملكة، وآخِيَّةُ [10] اجتماعها، ولن يزال كذلك إن شاء الله تعالى.
يمضي قرن من الزمان والمملكة العربية السعودية تحتل المكانة الدينية في العالم الإسلامي مكان القلب من الجسد، سواء في البناء وتوحيد الكيان، أو في التربية والتعليم، أو في الحكم والإدارة، أوفي التنفيذ والتطبيق منذ نشأة بنائها إلى استكماله وتطويره، من لدن المؤسس الملك عبد العزيز، ثم أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله، إلى عهد باني نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبد العزيز حفظه الله وأمده بعونه وتوفيقه.