وقد وظفت وحدة المملكة العربية السعودية، لخدمة الكتاب والسنة، كتاب الله الذي هو كلامه، وكلامه خير الكلام، وأحسن الحديث، والسنة هدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وخير الهدي، هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمة المسجد الحرام، أول بيت للتوحيد وضع للناس، لا قبلة للمصلين غيره، ومهوى أفئدة المسلمين، والمسجد النبوي الشريف، في دار الهجرة والنصرة، ومأرز السنة والإيمان والسكينة، معالم لا نظير لها كما قدمنا في جلب الخير ودفع الشر، وتحقيق مفهوم الجماعة، والبعد عن الفرقة، وقد خدمتها جهود الملك عبد العزيز رحمه الله، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية بذلك المناط التعبدي للحج العظيم، والمهوى الصحيح للأفئدة والقلوب السليمة، والمعقل الأمين للجماعة المنصورة، توفيق من الله تعالى لا نظير له، فله الحمد والمنة.

ومن توفيق الله أنها جغرافياًّ تقع في القلب العالمي، تقع على البحر الأحمر غربا، وعلى الخليج العربي شرقا، اللذين يربطان بين البحر الأبيض المتوسط، وبين البحر العربي، المتصل بالمحيط الهندي والهادي الباسفيك فأصبح موقعُها وسطاً، وملتقى لجميعِ الطرق العالمية، ومساحتُها أكبر من أوربا الغربية، بالإضافة إلى بريطانيا، بمقدار الضعفِ تقريبا.

وقد حباها الله على يد عبد العزيز بالموارد الاقتصادية الضخمة من أرضها، وأهمها البترول، ذو الأثر الفاعل في الاقتصاد العالمي، والمعادن الأخرى، والزراعة، والمواشي والأسماك، وغيرها، مما أغناها الله سبحانه وتعالى به عن غيرها.

تركيبة فريدة، وموقع فريد، وكنز ثمين، وثروة عالية، وآية على ميراث النبوة بينة، وعلامة واضحة على توفيق الله تعالى، بتحقيق الملك عبد العزيز مفهوم الجماعة بالتوحيد، اقتداء بما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كرامة من كرامات أولياء الله جرت على يد عبد العزيز، وامتداد لمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015