ومما يدل على مقدار اهتمامه بالتعليم ورغبته الجادة الصادقة في نشر العلم (أنه في الأيام الأولى من دخوله مكة تم عقد أول اجتماع تعليمي حينما دعا في جمادى الأولى من عام 1343هـ 1924م العلماء في مكة إلى اجتماع عام حثهم فيه على نشر العلم والتعليم وعلى تنظيم التوسع فيه) . ووجه – يرحمه الله - جهوده إلى بث الروح الدينية في النفوس وتثبيت العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص في قلوب النشء، وانشأ المدارس والمعاهد بمختلف مراحلها في المدن ومعظم القرى، واستقدم لها بعض الأساتذة الأكفاء من مصر، وأمر بتوفير الكتب الدينية وطباعتها على حسابه الخاص، وتوزيعها على طلاب العلم في جميع المناطق، ورتب المخصصات للعلماء والمدرسين والوعاظ والمرشدين، ومنح المكافآت لطلاب العلم تشجيعاً لهم على المثابرة على طلب العلم، وصار يبعث البعوث إلى الخارج وينفق عليهم بسخاء، وعمل على تعضيد بعض أهل العلم على تأسيس وإنهاض المدارس الأهلية بمختلف الوسائل، فانتشر العلم برعايته في طول البلاد وعرضها، وأخذت تتبوأ مركزها بين الأمم، وأدرك الناس ثمرة العلم فأصبح الشباب يتهافت على طلبه، ويبذل المساعي للالتحاق بالبعثات الخارجية بجد واجتهاد، بعد أن كان يساق إليه سوقاً.
وفي سنة 1344هـ زار بنفسه مدرسة الفلاح والمدرسة الفخرية بمكة، وتبرع لكل منهما بمعونة مالية، فكانت تلك التفاتة كريمة منه - يرحمه الله -شجعت المحسنين المتنورين في افتتاح مدارس أهلية أخرى في غير مكة من مدن المملكة مساهمة في نشر التعليم.